سعى الاعلام الاموي المسيطر على الامة الاسلامية عبر العصور الى اتهام الشيعة بقتل الامام الحسين (عليه السلام).وذلك لتغطية جرمهم الذي يندى له الجبين يوم عاشوراء.
رغم اننا لا يمكننا تصديق الامر بقينا وبفعل سيطرة الاعلام الاموي نروج للباطل هذا لسنوات طوال على منابرنا وفي كتبنا دون وعي منا لخطورة الامر وانه مخالف تماما لما وقع وانه ذنب عظيم نرتكبه بحق اهل البيت وشيعتهم.
التاريخ لا يرحم احدا ويذكر كل شيء بحذافيره ولذا المتتبع له يعلم بطلان هذا الادعاء المجحف.
ثبت في كتب التاريخ أن في الكوفة كان يعيش فيها المسيحي والمسلم من أبناء العامة وقلة من الشيعة. والتاريخ يذكر ان الشيعة كانوا أكثر الاقليات تضررا من حكم معاوية، لانهم كانوا يمثلون الخط الفكري الموالي لاهل البيت (عليه السلام) فمارس الامويون أبشع الجرائم بحقهم وبحق كل من يدين بالولاء لاهل البيت عليهم السلام.
وتم تصفية خيار الشيعة وقاداتهم أمثال حجر بن عدي وأولاده واصحابه، وعمرو بن الحمق صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله)واشباهه. وتهديد من يعلن انه شيعي بالقتل وانتهاك حرمته وسلب ماله الامر الذي ادى بهم الى الخضوع للحكم الاموي الظالم.
ولما استلم يزيد حكم الامة الاسلامية ولشدة ما اشبع الامة الاسلامة ذلا وتنكيلا وانتهاك لمقدساتها وثوابتها الدينية لم ترى الامة الا الحسين لتستنجد به ليقودها وياخذ بيدها لرفع الظلم خاصة انهم يعلمون انه الخليفة الشرعي الذي اتفق عليه الامام الحسن ومعاوية قبل ان يلجا الاخير لنقض الصلح وتنصيب شابا خمارا امير للمؤمنين.
فارسلو برسائل من شتى البلاد الاسلامية وكانت الكوفة هي السباقة في إرسال الرسائل الى الامام الحسين (عليه السلام) تطلب منه القدوم اليها، التي كانت تعتقد أنها تمثل حركة الجماهير الرافضة للحكم الاموي، وينقل المؤرخون أن آخر رسالة جاءته من شبث بن ربعي، وحجار بن ابجر، ويزيد بن الحارث، وعزرة بن قيس وغيرهم..وهؤلاء كلهم من العامة وليسوا من الشيعة على الاطلاق..
الحسين ذاك حفيد محمد (صلى الله عليه وآله) كان يعلم جيدا ان الامة ستخذله وانهم لا يمكن الاطمئنان لوعودهم وان الشيعة اقلية مستضعفه لا يمكنهم نصرته واهل الكوفة من ابناء العامة الذين لم يكونوا يؤمنوا انه امام مفترض الطاعة ومنصب من قبل الله لقيادة الامة.
لكنه كان يعلم ان الامة لن تنهض الا بثمن عظيم لا يمكن لاحد غيره دفعه الا وهو دمه ودم اهل بيته.
ومن شيمة الامام علي وابناءه انهم لن يردوا من يطلب نصرتهم ويستنصرهم وها هم القوم يطالبوه بالنصرة.
نهض الحسين بعد ان ابلغ الجميع انه ذاهب على قلة العدد وخذلان الناصر فلحق به شباب بني هاشم متوجها للكوفة حيث كانت عاصمة ابيه من قبل.
وارسل قبله ابن عمه مسلما ليشد من عزيمة الكوفيين ويستنهض الباقين منهم وجمعهم على راية واحدة.
الا ان الامويين كانوا خبيرين باهل الكوفة ويعلمون نقاط ضعفهم الا وهي انهم اناسا يرون باذانهم وعقولهم في عيونهم فاستطاعوا بذكاء عبيد الله ابن زياد تشتيتهم عبر شراء ذمم قياداتهم وقتل من لا يمكنهم شراءه وقتلوا الالاف منهم وهددوا الباقين بالقتل.
وتم سجن الغالبية العظمى من رجالات الشيعة الذين اصروا على الالتحاق بالامام الحسين كالمختار وسلمان بن سرط حتى تفرقوا بجمعهم وبقي مسلما وحيدا يقاتل حتى قتل سلام الله عليه.
وما تبقى من اقلية شيعية في الكوفة لحقوا بالامام الحسين وبعضهم ذهب للبصرة لاستنصار البصريين ومنهم من ضل الطريق ولم يصلوا الاخيرن الا وقد قتل الامام الحسين وهم من قاموا بالثورات المطالبة بدمه كثورة التوابين والمختار وغيرها.
وقد روى الذهبي في سير اعلام النبلاء ص305 الى 311 ان في جيش الامويين ممن قاتل الامام الحسين كان ثلاثون فقط من الكوفيين الاصليين وتحولوا لجند الامام الحسين بعد ان كلمهم.والالاف المؤلفة الاخرى لم يكونوا الا شاميين وديلم سقاهم معاوية حب ال ابي سفيان.
ولو اخذنا المسالة عقليا الشيعي هو من يؤمن بان ائمة اهل البيت عليهم السلام منصبين من الله تعالى وهم معصومون وعالمون بكل شيء فكيف كان اهل الكوفة شيعة واجمع كتب التاريخ والحديث وعلى راسهم البخاري انهم كان يرسلون استفتاءاتهم الشرعية الى ابن عمر ابن الخطاب لا الى ائمة اهل البيت عليهم السلام؟
وكيف انهم بمعظمهم يصلون صلاة ابناء العامة حتى حين نهاهم الامام علي عن الجماعة في النوافل انتفضوا بقولهم يا لسنه عمر؟
وان من يراجع قوائم اسماء قتلة الامام الحسين يجدهم ابناء الصحابة ولم يكونوا الا التابعين انفسهم الذين يصرخون ـ العامةـ بفضائلهم وكفروا الشيعة لاجلهم.
فشمر هو ابن ذي الجوشن الصحابي واسم ابيه شرحبيل وله صحبة وهو تابعي روى له اهل السنه احاديث كما ابو اسحاق السبيعي (تاريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر ج23 ص 186). اما الرواية التي رووها عنه فهي عن ذي الجوشن الضبابي قال اتيت النبي صلى الله عليه (وآله)وسلم بعد ان فرغ من اهل بدر بابن فرس يقال لها القرحاء فقلت يا محمد قد جئتك بابن القرحاء لتتخذه قال لا حاجة لي فيه حتى قال يا ابن ذي الجوشن الا تسلم فتكون...)
اما تخريجها فقد رواها احمد بن حنبل في مسنده وابو داوود السجستاني والهيثمي في سننه ومجمع الزوائد وغيرهم من ائمة الحديث.
رغم انهم يحاولون تغطية الرواية عبر توهيم الناس انها من ذي الجوشن الى ابي اسحاق الا ان التدقيق يظهر ان ناقل الرواية لهم ما هو الا التابعي شمر الضبابي كما ذكر ذلك ابن حجر في تهذيب التهذيب ج3 ص193 ان الناقل هو الشمر الذي كان جارا لابي اسحاق. والافضع من هذا ان امامهم المزي اعتبر وجود الشمر في سند الرواية يرفع درجة الحديث وان ذي الجوشن هو ثقة ومن رجال الصحيح وما جاء حذفهم للروايات التي رواها البخاري لشمر وابيه الا لخوف انقلاب العامة عليهم ان علموا ان البخاري وثق شمرا وابيه. شمر الذي ذبح الامام الحسين خلاصة البحث المختصر ثقة ومن رجال الصحيح.
حجار بن ابجر وكان احد قيادات بني اميه قال عنه ابن جحر في الاصابة ج2 ص143 (حجار ابن ابجر بن جابر العجلي له ادراك اي صحبة وابوه كان نصرانيا) وفي كنز العمال ص231ج6 قال عنه كان شريفا. متجاهلا انه قاتل الامام الحسين.
وكذا في تاريخ دمشق لابن عساكر واكمال الكمال وغيرها من كتبهم عدوه شريفا ومن التابعين.
عبد الملك بن عمير الكوفي وهو من ذبح سفير الامام الحسين قيس الصيداوي وعبد الملك هذا من رجال البخاري ومسلم وكلامهم في مدحه يحتاج مجلد! نذكر منه قول ابن حجر ص218 في كتابه تعجيل المنفعه (عبد الملك بن عمير يزيذ الحارث وهو الاشهر تابعي كبير! ذكره البخاري وليس له جرح! اي مذمة).
عزرة بن قيس الاحمسي وهو قائد الخيل التي رضت صدر الامام الحسين ذكره في الطبقات الكبرى محمد بن سعد ص212 ج6 عزرة البجلي من انفسهم! انفسهم يعني احسنهم اي احسن التابعين!
وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ص310 ج40 (ولاه عمر حلوان وغزا شهرزور) وتوليه المنصب هذا يدل انه صحابي لان عمر لا يولي مناصب الا للصحابة كما ثبت ذلك وذكروه ائمة الحديث كابن حجر. الا الذهبي ذكره انه تابعي قديم في كتابه ميزان الاعتدال ج3 ص66. وروى له احمد في مسنده وابن حبان ذكره ظمن الثقات! ثقة وان رض صدر الحسين لانه صحابي!.
محمد بن الاشعث امه ام فروة اخت ابي بكر! وهو قائد الجيش الذي قتل مسلم بن عقيل وقاتل الامام الحسين وقتل من بني هاشم وعدوه من ثقات ابن حبان! وهو صحابي عندهم الا ابن حجر اعترض ان يكون صحابي بل تابعي! وروايته مقبوله وصحيحة!.
شبث ابن ربعي وهو من انتن الشخصيات حيث ارتد ثم اسلم بايع عمر وقاتل عثمان وقاتل الامام علي ثم بايع معاوية وهو من فتى بقتال الامام الحسين وهو عندهم صحابي وبعضهم اعتبروه تابعي من القدماء وذكروه في ثقاتهم كابن حبان والنسائي!ّ
عمرو بن الحجاج وعده الذهبي صدوق! وابن جحر ثقه! والدارقطني وغيرهم من ائمة الحديث وهو من كبار التابعين.
عمروا بن سعد وهو قائد الجيوش التي قاتلت الحسين اجمع اهل السنه انه تابعي ثقة صدوق وان قتل الحسين! نص قول ابن حنبل والكثيرين منهم.
ويزيد هو ابن معاوية الذي يسموه خال المؤمنين.
وختاما مما سبق وهو تلخيص للواقع ثبت ان شيعة اهل البيت عليهم السلام بريئين من قتال الامام الحسين وهم لم يقاتلوه كما لم يخذلوه بل قاتلوا الى جانبه ولعنوا اعداءه الى يومنا هذا.
والامام الحسين تم قتلة من قبل الصحابة وابناءهم التابعين الذين يتم التطبيل لهم ليل نهار وقتل الشيعة لاجلهم نعم هؤلاء قتلة الحسين عليه السلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق